منتدى الجامعة الجزائرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مكانة المرأة في المجتمع المسلم

اذهب الى الأسفل

مكانة المرأة في المجتمع المسلم Empty مكانة المرأة في المجتمع المسلم

مُساهمة من طرف Admin الإثنين مارس 09, 2015 10:21 pm

يحتفل العالم في الثامن من مارس في كل عام بيوم المرأة العالمي، والمجتمع الإسلامي يحتفي ويكرّم المرأة في كل أيام السنة وليس في يوم واحد فقط..

إنّ من رحمة الله بنا أن كان من أولى ما اعتنى به الإسلام هو ما يخص المرأة فأكرمها إذ أهانتها الأديان والحضارات الأخرى، ورفع من شأنها وخفّف التكاليف التي عليها، وأعطاها حقوقها وكرامتها، وإلى اليوم لم تستطع أي حضارة أن تعطي المرأة من الحقوق مثلما أعطاها الإسلام فاعتبرها إنساناً له من الحقوق والواجبات ما للرجل من حيث الخصائص الإنسانية العامة فقال تعالى: ”يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا” النساء:1.
خلق الله الإنسان امرأة أو رجلاً في فطرة معينة تمتاز عن الحيوان، فالمرأة إنسان، والرجل إنسان، ولا يختلف أحدهما عن الآخر في الإنسانية، ولا يمتاز أحدهما عن الآخر في شيء من هذه الإنسانية.
ولقد شرع الله لنا نظامًا اجتماعيًا فريدًا من نوعه، لا إفراط فيه ولا تفريط، نظامًا حافظ على العفّة والطهارة في المجتمع، لم يظلم فيه المرأة ولا الرجل، فلم يرهقِ المرأةَ ويحمِّلْها ما لا تحتمل، وأجاز لها أن تمارس حياتها الطبيعية في جو من التعاون والتضامن البعيد كل البعد عن أجواء الفجور وانعدام الحياء، وفي نفس الوقت حمّل الرجل ما يجب عليه أن يحمله ولم يسمح له باستغلال المرأة وضعفها وحاجتها، حتّى أصبحت المجتمعات الإسلامية من أرقى المجتمعات وأسعدها عندما طبق الإسلام كاملا في دولة الخلافة لمدة 14 قرنًا مضت.
نظر الإسلام للرجل والمرأة نظرة مساواة كاملة في كل الشؤون العامة، ما لم يأت فيه تخصيص، المساواة في النشأة الإنسانية ”هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْها” الأعراف:189، المساواة في الثواب والأجر في الآخرة على الأعمال الصالحة ”وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ” غافر:40، المساواة في التكاليف العامة من العقيدة والعبادة والعمل والتعليم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من التكاليف الإسلامية العامة.
المساواة في طلب العلم والتعلم يقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”طلب العلم فريضة على كل مسلم” ولقد اتفق العلماء على أن لفظة مسلم تشمل الرجال والنساء وإنها إنما تأتي بصيغة المذكر للتغليب، فطلب العلم كما هو فريضة على الرجل فهو فريضة على المرأة على السواء.
المساواة في المشاركة في الحياة العامة -وهو ما تملأ منظمات المرأة العالم به صراخا وضجيجا لإقراره كحق من حقوق المرأة- يعتبره الإسلام واجبًا وتكليفًا على المرأة أن تقوم به مع الرجل سواءً بسواء ومن أعظم ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ”َالْمُؤْمِونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر” التوبة:71، فلم يستثن الإسلام المرأة من القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو واجب اجتماعي عام، ومن المشاركة في الحياة العامة تقديم النصيحة حتى لأئمة المسلمين، وقفت السيدة خولة بنت ثعلبة لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب تعظه فقالت: ”هيها يا عمر عهدتك وأنت تسمى عميرا في سوق عكاظ ترعى الضأن بعصاك فلم تذهب الأيام حتى سُميت عمر ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين، فاتق الله في الرعية واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد ومن خاف الموت خشي الفوت”.
وإن من صور تكرم المرأة في الإسلام الأمر ببرها إذا كانت المرأة أُمَّاً فالإسلام قرن طاعتها وبرها بأصل الدين وعمود الملة وهو التوحيد، فقال جل شأنه: ”وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا” سورة الإسراء: 23”
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: ”من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: ”أمك”، قال: ثم من؟ قال: ”ثم أمك”، قال: ثم من؟ قال: ”ثم أمك”، قال: ثم من؟ قال: ”ثم أبوك”. ومن مظاهر تكريم المرأة في الإسلام أنه رغّب في تربية البنات والقيام عليهن وحسن الصحبة لهن ورتب على ذلك الأجر العظيم فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ”من كان له ثلاث بنات، فصبر عليهن، وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته، كُنّ له حجابًا من النّار يوم القيامة”.
ومن مظاهر تكريمها أن جعل لها الحق في اختيار زوجها وشريك حياتها فعن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الجارية ينكحها أهلها، أتستأمر أم لا؟ فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”نعم تستأمر” فقالت عائشة: فقلت له: فإنها تستحي، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”فذلك إذنها إذا هي سكتت”. ومن صور تكريم المرأة في الإسلام أن حافظ على كرامتها وعدم تعرّضها للإهانة من الزوج بالتلفظ عليها بالألفاظ النابية التي لا تليق بمسلم، فالمرأة لها حقوق وعليها حقوق، ومن حقوقها أن تصان كرامتها فلا تهان، بل يجب احترامها وتقديرها فهي سواء كانت أماً أو أختاً أو زوجةً فإنه يجب احترامها وإكرامها، فالإسلام يحث على ذلك مع الأباعد فكيف بأقرب الناس وهم الأهل من الزوجات والبنات وغيرهن فإنهن أولى بالاحترام والتكريم..

Admin
Admin

المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 09/03/2015

https://univ-algerie.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى